Thursday, January 15, 2009

كراهية الذات - حين يختلط الفن بالروائح


مش عارف . . . (على فكرة حكاية مش عارف دي كترت معايا) المهم
انا دلوقت جوايا احساس بغيض
امبارح كنت في عالم المفترض انه للمشاهد انه جميل وحاجة كويسة وبيعمل رسالة كويسة وخدمة و مش عارف ايه وحاجات كدا كتير.
ولكن الحقيقة أنه عالم قذر , عالم كريه.
القذارة و الطابع دا اكتسبها ممن كونوه , من الناس اللي هما عناصره و سبب الحركة داخله.
العالم دا عشان تخش فيه , عشان تعرف تتعامل جواه , لازمن تبقى قذر . . . عشان تبقى جزء منه لازم تبقى قذر , لأن دا الطريق السهل.
الله اعلم . . . ربما يوجد اشخاص كويسين جواه . . . ربنا يقويهم.

عالم المسرح
عالم المصالح والضحك في الوش حتى لو كنت بكرهك , ولو كنت بحبك ومليش مصلحة معاك فأنا معرفكش.
التظاهر ومحاولة التشكل , كل واحد بيضحك على كل واحد , مع محاولة الظهور بما هم ليسوا عليه
خير

مسرح روابط . . . مسرح مستقل , لكل واحد معتقد انه بيعرف يمثل ,أو بيعرف يعمل حاجة ليها علاقة بالمسرح.
كان فيه مهرجان اسمه "البقية تأتي" لشباب المخرجين و المخرجات , كان فيه عرض لثلاث مسرحيات.

هلوسة في البوسطة : ودي بتصف واقع مصري عقيم , المخرج نجح في ايصال مشاعر الكراهية و الاحباط و الحقد لدرجة إن الناس اتخنقت وكرهت نفسها , الناس كانت حاسة انه فيه هم كبير طابق على نفسها وظهر بشدة على وجوههم , عشان كدا اعطيته تقدير أحسن أداء.


الممثلة الأساسية بتلعب باليه , عشان كدا المخرج حشر حتة باليه في نص المسرحية.
الفكرة النهائية للمسرحية عن المعاناة المادية بتضظرنا نتخلى عن أحلامنا , وقد تدفعنا للانحلال اللا أخلاقي في النهاية.

مسرحية الدرس : دي بتوصف ايه . . . ؟ المفترض أنها بتنتمي إلى فئة "مسرح العبث" يعني اللي انت عاوز تفهمه ممكن تفهمه , أنا بفترض انها بتتكلم في مبدأ الاختلاف أو لنقل ناس معتقدة إن اللي هي بتعمله صح بينما في الآخر هو خطأ مبين, ودا عشان هما مختلفين و مش فاهمين حاجة.


كان بيغلب عليها طابع الكوميديا و الهلس الكتير.
النقطة المهمة اللي وضحتها المسرحية هي إن الاتصال بين شخصين عبارة عن رسالة من المصدر إلى المستجيب و إن حصل مشكلة فإن المصدر هو اللي غلطان (انت السبب و الحق عليه) وقد يؤدي سوء الاتصال إلى الموت , موت علاقة , موت صداقة , موت حب , عشان سوء اتصال.
الإخراج كان متوسط , بس الديكور كان رائع , عشان كدا اديته تقدير أحسن ديكور.



آخر مسرحية هي البوفيه : الإخراج فيها كان ضعيف , الفكرة وصلت , بس . . . الإحساس كان صعب أوي انه يعدي خشبة المسرح , تحس انه متجمد في الجو ومش عارف يوصل للناس.
هنا المسرحية بتتكلم عن الخوف , و إن احنا شعب مبيجيش غير بالسك على دماغه , أو على رأي المخرج "انه يشرب كركديه سخن" حلوة حكاية الكركديه دي.


إحنا شعب بيحب الهلس , والحاجات اللي ملهاش لازمة , وعشان الفلوس ابيع يا ريس ونشيل ونحط ونزيح ونحرك وكله تمام طالما اني راكب على الكرسي و محدش يحركني من عليه.
قاعد على الكرسي , كل الناس رهن إشارتي طالما اني متحكم في البوفيه , ونقدر نخليك تشرب اللي احنا عاوزينه.
اسلوب الإضائة وتوزيعها كان اكثر من مبدع , لدرجة انه غطى على الديكور اللي كان بسيط اوي.
العرض دا منحته تقدير أحسن توزيع إضائة.



المكان في روابط محبط سببه شاغلي المكان , القذارة أو لنقل الحقارة و المهانة في التعامل اللي بتكلم عليها بتنبع من عمار المكان , الناس اللي بتتحرك جواه.
حسيت هناك إني مخنوق , مش قادر آخد نفسي , مش عارف اتكلم , فقدت النطق من كم الروائح العطنة التي زكمت الأنوف , وأعتقد انها انفي وحدي التي زكمت.
أحد اعتقاداتي إن كل سلوك شاذ أو منافي للعقل و الأخلاق , ليه رائحة تتوقف وحاشتها (قبحها) على مدى سوء هذا الخلق.
كل انواع الروائح ظهرت , تحس إنها بتركب على صدرك , تحرم عليك التنفس والرؤية , وقد تصل انها تسيل الدموع.
وحتى تتعامل مع المحيط , لازمن ولابد انك تنخرط فيه.
لازم تتعامل زي ما بيتعاملوا.
لازم تتشبه بيهم . . . تعمل زي ما الناس بتعمل(في اعتقادهم) وغيرهم.
لا حياء , أو زي ما اتقال (الحياء هو الحب المفقود).
تحس وانت هناك انك شيطآن أخرس.
ماهو أنت ساكت على الحق.
وجودك هناك يعني رضاك عما يحدث.
خلصت الثلاث مسرحيات و ابتعدت بأسرع ما يمكن , امشي في هواء القاهرة الليلي , عساي اتخلص من هذه الروائح.
تخلصت من رؤيتها , لكن . . . مازالت عالقة في ذاكرتي . . . تبكيني و تؤسيني – تزعلني يعني.
ليه كدا ؟ ؟ ؟
ليه شذوذ البعض بيدفع الكل لهذا؟؟؟
هل لأنهم هم المتحكمين في البوفيه.
هل هذا هو الفن
آ آ آ آ ه
كم من الجرائم ترتكب يوميا بأسمك
خير
يارب اهدي يارب

نسيت . . . عشان برضه عمار المكان ميعتقدوش قدام نفسهم انهم مقصرين في أي حاجة و أنهم عداهم العيب و أزح . . . وقوفوا دقيقة (في الحقيقة 30 ثانية) حداد على ضحايا غزة . . . و آ آ آ ه يا غزة.
وبيهنوا بعض بالوقفة دي بعد ما وقفوا.
كم من الجرائم ترتكب بأسمك يا فلسطين.

كان معكم مختنقاً
فتوح ابو المفاتيح – مسرح روابط – وسط البلد

1 comment:

  1. للاسف يا محمد هذا هو الوسط الفني بكل اشكالة المسرحي والموسيقي والتشكيلي , ولكن.................
    يوجد فن نظيف وتيار نفي محترم لكن صعب الوصول الية وعلشان نصبح فنانين محترمين ونقدم فن محترم في وسط هذة الروائح الكريهة التي تتحدث عنها نتعب كثيراااااا ولكن لا يجب ان نكف عن المحاولة لانة دورنا ومن هنا يصبح الفن رسالة للارتقاء بالاحساس وبالنفس التي هي ارق ما خلق الله سبحانة وتعالي
    هبة العزيز

    ReplyDelete

خلقنا في الأرض لتعميرها
هيا بنا نعمرها
:)
وخلي بالك من كلامك
حبيبي النبي بيقول:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".